ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻘﺎرئ ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻣن ﻛﺗﺎب وﺟﺎﺋت اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻌﻧوان “ﺑرﺑري, ﻋﺻري, ﻣﺗﺣﺿر” وﻋﻧوان ﻓرﻋﻲ “ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول اﻟﺣﺿﺎر ة” واﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺗرﻛﻲ إﺑراھﯾم .ﻛﺎﻟﯾن وﻣراﺟﻌﺔ وﺗﺣرﯾر ﻣرﻛز اﻟﺗﻌرﯾب واﻟﺑرﻣﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﯾروتﯾﺷﻛل ﻛﺗﺎب “ﺑرﺑري, ﻋﺻري, ﻣﺗﺣﺿر” ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺣول ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﺿﺎرة ﻋﺑر اﻟﻌﺻور. إذ ﺗﻣﻛن؛ ﻣؤﻟﻔﮫ اﻟﻣؤرخ اﻟﺗرﻛﻲ إﺑراھﯾم ﻛﺎﻟﯾن وﺑﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾّﺔ – ﺗﻔﻛﯾﻛﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ؛ ﻣن إﺑراز اﻟﮭوة اﻟﻣﻌرﻓﯾّﺔ .ﺑﯾن ﻋﺎﻟﻣﯾن ﯾﺗﺑﺎﻋدان, ﻋﺎﻟم اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻣﮭﯾﻣﻧﺔ وﻋﺎﻟم اﻟﺣﺿﺎرات اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺣﺿﺎرة ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻸوﻟﻰ؛ ﻓﺗﺳﺗﮭﻠك اﻟﻣوﺿوع؛ ﻟﻛن دون اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ إﺑداﻋﮫ أو ﺻﻧﻌﮫﻓﻲ ظل ھذا اﻟﮭم اﻟﻣﻌرﻓﻲ – اﻟﺗﺄرﯾﺧﻲ؛ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣؤﻟف إﻟﻰ ﺗوطﯾد ﻧظرﯾﺔ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺄﺳﯾس ﺣﺿﺎرة؛ إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻧظرة ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺻور وﺟود وﻓﻛر ﻋﻠﻣﻲ وإﺣﺳﺎس ﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن. ﻷن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻣﺟزأة ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن واﻟوﺟود. وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أھﻣﯾﺔ اﻣﺗﻼك ﺗﺻور ﻣﺗﻛﺎﻣل وﻣﺗوازن ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ. واﻋﺗﺑﺎره ﺷرط ﻻ ﺑد ﻣﻧﮫ.ﻷﺟل ﺣﺿﺎرة إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل واﻟﻔﺿﯾﻠﺔ واﻟﺳﻼمﯾﺗطرق اﻟﻛﺗﺎب إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺿﺎرات اﻟﺻﯾن واﻟﮭﻧد واﻷزﺗﯾك واﻟﺣﺿﺎرات اﻷوروﺑﯾﺔ؛ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻣﻼﺣظﺎت ﻣﻔﮭوﻣﯾﺔ وﺗﺟﺎرب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ؛ ﻓﯾﻌرض أﻣﺛﻠﺔ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ وﺟود ﺣﺎﻻت ﻣن اﻟﺑرﺑرﯾﺔ واﻟﺣداﺛﺔ واﻟﺗﺣﺿر ﻓﻲ آن ﻣﻌﺎً. ﺛم ﯾﺣﻠل ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﺿﺎرة ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾدﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﺗﺎرﯾﺧﻲ وﻣﻔﮭوﻣﻲ. وﯾﺗوﻗف )أوﻻً( ﻋﻧد اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﺳﺗﺧداﻣﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. وھذا ﻣﺎ ﺳﯾﻘدّم ﻟﻧﺎ دﻻﺋل ﻣﮭﻣﺔ ﺣول اﻟطﺑوﻏراﻓﯾﺎ اﻟﻐﻧﯾﺔ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣﺿﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ وﻛﯾف ﺗﺣوّل ﻣﻊ ﻣﯾﻼد اﻟﺣداﺛﺔ واﺿطﻠﻊ ﺑوظﺎﺋف ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى. وﯾﻌﻣل )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ﻋﻠﻰوﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺣﺿﺎرة وإرﺳﺎء أﺳس إطﺎر ﻓﻠﺳﻔﻲ ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ھذا اﻟﺗﻌرﯾف. ﺛم ﯾرﺑط ﺑﯾن ﻓﻛرة اﻟﺣﺿﺎرة واﻟﻧظرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺻور اﻟوﺟود؛ وﯾﻘف ﻋﻧد اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟطﺑﯾﻌﺔ؛ ﻟﯾؤﻛد أن اﻟﻔوارق اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺿﺎرات إﻧﻣﺎ ھﻲ ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﺧﺗﻼﻓﺎت ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻧظرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﺗﺻور اﻟوﺟود؛ وأﻣﺎ )ﺛﺎﻟﺛﺎ( ﻓﺗﻛﻣن ﻓﯾﮭﺎ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب؛ وھﻲ إﺟراء ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺣﺿﺎرﯾﺔ..وﻟﮭذا اﻟﻐرض ﯾورد اﻟﻣؤﻟف رأﯾﺎً ﯾﻘول: إن ﻓﻛرة اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺳﺎﺋدة اﻟﯾوم ﺗؤدي ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ھو ﺿد – اﻟﺣﺿﺎرة, وﯾُﺟري ﺗﻘﯾﯾﻣﺎً ﻣوﺟزاً ﺣول ﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟوﺻول ﻟﺣﺿﺎرة ﺑدﯾﻠﺔ
ConnectProf © tarafından yayınlanmıştır.